السجاد الإيراني أو “السجاد العجمي” بالفارسية «فرش أو قالي» من أهم الفنون الإيرانية.
وتعد صناعة النسيج والسجاد جزء أساسي من الثقافة الفارسية، ويعود تاريخها إلى بلاد فارس القديمة، وتعتبر إيران أكبر مصدر للسجاد في العالم.
.
ويقدر عدد النسّاجين في إيران بـ 1.2 مليون نساج ينتجون السجاد للسوق المحلية والعالمية، وتصدر إيران السجاد اليدوي لنحو 100 دولة حول العالم، ويعد السجاد أهم صادرات إيران غير النفطية، وقد بلغت صادرات إيران من السجاد اليدوي 420 مليون دولار أي حوالي 30 % من السوق العالمي.
.
تنتج إيران حوالي خمسة ملايين متر مربع من السجاد سنويا، يباع أكثر من 80 في المائة منها إلى سوق التصدير، تواجه حاليا صناعة السجاد الإيراني منافسة قوية من قبل منتجين من بلدان أخرى، حيث يتم نسخ التصاميم الإيرانية الأصلية واستعمال مواد وبدائل أرخص ثمنا.
.
ويقسم السجاد الإيراني إلى قسمين أساسيين
السجاد الإيراني هو واحد من أقدم الحرف اليدوية وأكثرها أصالة في إيران
الأول سجاد إيراني قبلي، ويمتاز ببساطة الرسوم وحرارة اللون ومخملية الصوف وطول الوبرة، ولذلك فإن هذا النوع من السجاد ثقيل الوزن، أما النقوش المستعملة فيه فتعتمد على أشكال نباتية كالأزهار والأشكال الهندسية البسيطة.
أما الصنف الثاني من السجاد الإيراني فهو سجاد المدن، ويسمى بحسب المدينة التي يصنع فيها. ومن أهمها مدينة تبريز التي اشتهرت بصناعة السجاد الحريري ذي النقوش القريبة من الشكل الهندسي والألوان القاتمة كالأحمر القاني والأزرق الداكن.
.
التاريـخ
وجد فن حياكة السجاد في إيران منذ العصور القديمة، ومن أقدم ما عثر عليه سجادة بازيريك التي يعود تاريخها لعام 500 ق. م. في الفترة الأخمينية.
وجاء أول دليل موثق على وجود السجاد الإيراني من النصوص الصينية التي يعود تاريخها إلى الفترة الساسانية (224-641 م)، وخضع هذا الفن إلى العديد من التغييرات في فترات مختلفة من التاريخ الإيراني، فقد وصل إلى قمة الازدهار في فترة ما قبل العصر الإسلامي وحتى الغزو المغولي لبلاد فارس، وبعد الغزو، بدأ هذا الفن بالازدهار مرة أخرى وذلك في فترة حكم التيموريين والإلخانيين.
مع مرور الوقت، تتحلل المواد المستخدمة في صناعة السجاد، كالحرير والصوف والقطن. ولهذا السبب فإنه من النادر أن يكتشف علماء الآثار أي دليل مفيد عن حياكة السجاد أثناء حملات التنقيب، وما اكتشف حتى الآن ليست أكثر من بضع قطع بالية من السجاد. لا تساعد قطع صغيرة من هذا القبيل في التعرف على خصائص نسيج السجاد من قبل السلاجقة فترة (قرون 13،14 ميلادية) في بلاد فارس.
.
الفترة الزرادشتية
في حفر أثري فريد من نوعه في عام 1949، تم اكتشاف سجاد بازيرك استثنائي بين الثلوج من وادي بازيريك، في جبال التاي في سيبيريا تم العثور على سجادة في قبر الأمير محشوش، وأشارت اختبارات الكربون المشع انه تم نسج سجاد بازيرك في القرن الثامن قبل الميلاد.
هذا السجاد هو 283 إلى 200 سم (ما يقرب من 9.3 إلى 6.5 قدم) ولها 36 عقدة متماثل لكل سنتيمتر مربع (232 لكل بوصة مربعة).التقنية المستخدمة في الحياكة في سجاد بازيرك يشير إلى وجود تاريخ طويل من التطور والخبرة في هذا الفن.
ويعتبر سجاد بازيريك أقدم سجادة في العالم.لونها الرئيسي هو لون أحمر عميق ذات مساحة واسعة، واحد يصور الغزلان وغيرها من الفرسان الفارسية.
.
الفترة الحديثة
على الرغم من أن إنتاج السجاد الآن يتم بآلات ميكانيكية حديثة في الغالب، لا يزال السجاد المنسوج يدويا موجود على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، وعادة ما يكون مرتفع السعر من نظرائهم المنسوجة آليا لكونه عرض فني.
.
في الآونة الأخيرة يواجه السجاد الإيراني العديد من المشاكل بسبب المنافسة الشرسة من بعض الدول التي تقوم بتصنيع سجاد أرخص سعرا وخامات أقل قيمة، فضلا عن تدني نوعية المواد الخام في السوق المحلية، وفقدان ثابت من أنماط التصميم الأصلي.
.
تابعنا على الانستغرام صوفی